تختلف إليه أبناء المياسير فتقرّ به عيونها، ويجلو بمدوس [1] تأديبه صدأهم حتى كأنهم «صفائح بصرى أخلصتها قيونها [2]».
قال: وكتب إلىّ:
قولا ليعقوب شمس الفضل والكرم ... ومنبع المجد والآداب والحكم
مالى كتبت إلى مأنوس مجلسه ... فلم يجبنى بما يجلو صدا غممى
أنبوة عن خلالى بعد ما ظهرت ... له خلالى ودلّته على شيمى
ما ضرّه لو سما بى رقم أنملة ... وأنه وسم الحسّاد بالرّقم [3]
ألم تكن نسبة الآداب تجمعنا ... والفضل يوجب رعى العهد والذمم
أصبحت والبين يذوينى ويكلمنى ... فداو كلمى فدتك النفس بالكلم
ولو أجاب على المكتوب محتسبا ... لانجاب عنّى ظلام الرّيب والتّهم
يا حبّذا معشر أضحوا وقد جمعوا ... بنور وجهك بين الرّوض والدّيم
هم بقربك فى روح وفى دعة ... يا ليتنا معهم أو ليتنا بهم
وقد فزعت إليك اليوم معتصما ... بحبل فضلك يا كهفى ومعتصمى
بليت بالحرفة الممقوت صاحبها ... شوهاء طلعتها كالغول فى الظّلم
إذا نسبت إليها ذبت من خجل ... كأنّنى سارق الحجّاج فى الحرم
وهذه نفثة المصدور أرسلها ... إليك صاحبها فاعذر ولا تلم
لا زلت فى عزّة قعساء راسية ... قد زيّنت بطراز الفضل والنّعم