فى خطابه، وكان معلّمه المهرىّ على خلاف ذلك، وكان حمدون فى العربية والغريب والنحو الغاية، ولم يكن مرضىّ العقل. وله شعر ضعيف متكلّف.

وحكى أبو إسحاق بن قيّار عن حمدون قال: كنت جالسا عند أبى الوليد المهرىّ، فأردت شربة ماء، وكانت له جارية تسمى سلّامة، وربما سماها «سل لئيمة» إذا غضب عليها، فقلت: يا سلّامة، اسقينى ماء. فأبطأت، فقلت:

أرى «سل لئيمة» قد أبطأت

فقال المهرىّ:

وعلة إبطائها للكسل «1» ... فلا تعملن نظرا فى الكتاب

وما شئت من نحو «2» علم فسل

فقلت أنا:

فإنك بحر لنا زاخر ... يظلّ وأمواجه ترتكل «3»

فقال المهرىّ:

كريم النّجار إذا جئته ... تلقّاك بالبشر لا بالزّلل

فإن يك حمدون ذا فطنة ... فقد كان فيما مضى قد غفل

فقلت أنا:

فأنت بفضلك أحييته ... وكان قديما به قد جهل

وتوفى بعد المائتين «4».

طور بواسطة نورين ميديا © 2015