إن كنت لا تدرين ما الموت فانظرى ... إلى دير هند كيف خطّت مقابره
وقال إسحاق:
ترى عجبا ممّا قضى الله فيهم ... رهائن حتف أوجبته مقادره
فقال أبو عرار:
بيوت ترى أقفالها فوق أهلها ... ومجمع زور لا يكلّم زائره
نزيل نيسابور، ذكره الباخرزىّ وسجع له، فقال: هو من علية الأدباء، والعارفين بلسان العرب العرباء، وإن كان في الشعر من المقلّين، فهو في اللّغة من المستقلّين؛ وإقلال مع استقلال: خير من إكثار مع إهجار؛ حدّثنى الأديب أبو القاسم مهدىّ بن أحمد أيّده الله، قال: حدّثنا شيخنا محمد بن أبى يوسف الإسفراريينى، قال: حملنى أبى إلى دار الشيخ أبى عبيد الهروىّ، وحطّ رحلى عنده؛ قال: فأضافه جماعة من الفضلاء، وكان يسقيهم ويراضعهم لبان الكأس، فسأل أبّا الفضل النّوشجانىّ، فقال: بلغنى أنّك كنت تخدم بعض الأماثل، فهل حظيت منه بطائل! فقال: لا، ولكنى هجوته ببيتين صنعتهما فيه، هما:
إذا ما لم يكن جدواى منكم ... سوى مرق، وذا أيضا بمنّه
فلست ببائع أدبى بحسوى ... رءوسكم كما كنتم أجنّه
كنيته أغلب من اسمه، قال القاضي أبو جعفر محمد بن أبى إسحاق البحّاثىّ النّيسابورىّ [1]: حدّثنى الحاكم أبو سعد بن دوست، عن أبى الفتح هذا، أنّه كان