قال ابن نصر: وسألت شيخه علىّ بن عيسى الرّبعىّ، عن الزعفرانىّ تلميذه هذا، فأثنى خيرا، ووصف وصفا كثيرا. قال: وكان أبو الحسن الزعفرانىّ قال لى: إنّ أبا علىّ الفارسى نزل علىّ بالبصرة، فقرأت عليه «الكتاب»، فقال لى: أنت مستغن عنّى يا أبا الحسن؟ قلت: إن استغنيت عن الإفهام فلم أغن عن الفخر والجمال [1]. قال ابن نصر: فسألت الشّيخ أبا الحسن علىّ بن عيسى ابن الفرج الرّبعىّ عن هذا فصدّقه، وقال لى: قدم أبو علىّ الفارسىّ البصرة، وأبو الحسن الزّعفرانىّ نحوى مستقلّ، وكان من أذكياء الناس.
نحوىّ مشهور، مقيم ببغداد، متصدّر لهذا الشأن، أدرك الصدر الأول كأبى علىّ الفارسى وعلىّ بن عيسى بن علىّ الرّمانىّ وابن جنّى والأرزنى [2] والربعى [3].
والعبدىّ [4]، ولم يزل مقصودا للإفادة، إلى أن توفّى ببغداد في يوم السبت السادس عشر من ذى الحجّة، سنة ثمان وثمانين وأربعمائة عن إحدى وتسعين سنة.
من أهل تدمر، من بنى جرير بن عامر، قارئ بصير من أهل النحو والأدب، تصدّر ببلده للإفادة في زماننا. قدم متظلّما من والى تدمر في صفر