إمام علّامة بالرّىّ، من قرية من قراها، يقال لها قار [1].
رحل إلى العراق في زمان أحمد بن يحيى ثعلب، كانت رحلته ليرى العلماء، ولمّا حضر حلقة أحمد بن يحيى ثعلب ناظره وذاكره وحاقفه بحضور الطّلبة، فعلا كلامه كلام أحمد بن يحيى ثعلب، وشهد له الحاضرون بالغلب وعلوّ المنزلة.
ورجع إلى الرّىّ، وتصدّر بها. وكان يكتب خطّا جميلا صحيحا، يتنافس العلماء في تحصيله بأغلى الأثمان، ومات بالرّىّ قبل سنة ثلاثمائة بقليل.
ونقلت من كتاب أبى بكر محمد بن موسى بن عثمان بن حازم [2] الحازمىّ الهمذانىّ رحمه الله، قال: قار، أوله قاف وآخره راء، قرية بالرّىّ، ينسب اليها أبو بكر صالح بن شعيب القارى، أحد أصحاب العربيّة المتقدمين، كان قدم بغداد أيام ثعلب. حكى قال: كنت إذا جاريت أبا العباس في اللغة غلبته، وإذا جاريته في النّحو غلبنى.
ورأيت أنا نسخة من «غريب المصنّف» بخط أبى بكر القارى هذا، وقد كتب في آخرها ما أنا ذاكره، وهو ما مثاله: