رجل طويل النّفس في هذا الشأن، صنّف في اللغة كتابا سماه «الحصائل» معناه أنّه قصد تحصيل ما أغفله الخليل. وهو كتاب جليل القدر، جامع للّغة، رأيت منه الجزء الأول، فنظرته كتابا جليلا جامعا، يشتمل هذا الجزء على ما فات الخليل في حرف العين خاصة، فإنه إنما قصد ذكر ما أخلّ به الخليل من غير إعادة ما ذكره الخليل إلا لضرورة التكميل في بعض الأماكن.
وقد وقع الأزهرىّ في هذا الرجل، وفي تصنيفه [1] بغير حجّة، وإنما حمله على ذلك معاصرته له، ومشاركته في القصد إلى مثل ما صنّفه، وكذلك فعل مع البشتى المعروف بالخارزنجى [2] فى كتابه الذى سماه «التّكملة»، أشار إلى أنه كمّل به ما نقصه الخليل، وكان معاصرا له أيضا، ومشاركا في تصنيف ما قصد إلى مثله، ونسأل الله ترك الهوى، والبعد من التّمادى على الأغراض الفاسدة.