وكنت أحضر حلق الكتب عند بيعها، فإذا قال المنادى: كتاب كذا بخطّ النّجيرمىّ رفعت نحوه الأعناق. وأكثر ما تروى الكتب القديمة في اللغة والأشعار العربية المعروفة وأيام العرب في مصر من طريقه.
والنّجيرم الّتى ينتسبون إليها هى قرية في برّ البصرة على طريق فارس عند سيراف.
وكان ابن بركات السعيدىّ النحوىّ اللغوىّ المصرىّ [1] قد أخذ اللغة عن أصحاب يوسف بن خرزاذ، وقال: أدركت يوسف وأنا صبىّ، فلم اهتد للأخذ عنه لصبوتى، ولقد رأيته ماشيا في طريق القرافة، وهو شيخ أسمر كبير اللّحية، مدوّر العمامة، وبيده كتاب وهو يطالع فيه في مشيه. وهذا القول فيه نظر، وربّما يكون الذى رآه هو ولد يوسف، فإن الشيخ الصالح أبا إسحاق الحبّال المصرىّ [2]، ذكر أن أبا يعقوب بن خرّزواذ النّجيرمىّ اللغوى توفّى يوم الثلاثاء الرابع من المحرّم سنة ثلاث وعشرين وأربعمائة [3]. رحمه الله ورضى عنه.
عالم متصدّر للإفادة، مصنّف، فمن تصنيفه كتاب «الكافى» فى علل النحو.
كتاب «الكافى» فى علم العروص.