المعتزّ واستعجل، فعثر بسراويله وسقط، والتفت إلى ابن السكيت كالخجل فاحمرّ وجهه، فأنشد ابن السكيت:
يصاب الفتى من عثرة بلسانه ... وليس يصاب المرء من عثرة الرّجل [1].
فعثرته في القول تذهب رأسه ... وعثرته في الرّجل تبرأ في مهل
فلمّا كان من غد دخل ابن السّكيت على المتوكّل، فأخبره، فأمر له بخمسين ألف درهم، وقال: قد بلغنى البيتان.
ومن [2] شعر ابن السكيت رحمه الله ورضى عنه، وهو مما تثق النفس [2] به:
إذا اشتملت على اليأس القلوب ... وضاق لما به الصّدر الرّحيب
وأوطنت المكاره [3] واستقرّت ... وأرست في أماكنها الخطوب
ولم تر لانكشاف الضّرّ وجها ... ولا أغنى بحيلته الأريب
أتاك على قنوط منك غوث ... يمنّ به اللّطيف المستجيب
وكلّ الحادثات إذا تناهت ... فموصول بها فزج قريب
من أهل صقّلّيّة [4] المقيمين بها، من أئمة اللّغويين والعلماء المدرسين، كان حافظا لأشعار العرب ومعانيها، شارحا لغريبها ومبانيها، فمن شعره قوله يمدح الأمير عزّ الدولة الحسن بن ثقة الدّولة الكلبىّ، من قصيدة أولها: