فلما تحقق نوروز ذلك خذله بعض أصحابه منهم قجقار وقمش وتوجهوا إلى شيخ، فرحل نوروز إلى برزة وتوجه نحو البلاد الشمالية، ودخل شيخ دمشق بغير قتال في تاسع صفر ووصل معه الطنبغا العثماني وكان الناصر أمره على نيابة طرابلس، وفي الثامن عشر من المحرم وصل رأس جكم ورأس ابن شهري صحبة حاجب بن نعير وعلّقا بالقاهرة، وكان خروج الجاليش من القاهرة في ثاني عشري المحرم وفيه يشبك وتغري بردي وبيغوت وسودون بقجة وعلان، وخرج الناصر في الثامن والعشرين منه وتوجه من الريدانية في ثاني صفر، واستناب في غيبته تمراز ومعظم الأمر والنهي لجمال الدين الأستادار، وقد ضربت عنق والي الفيوم بحضرته في داره بأمر اقتضى عنده قتله فقتل، فلما كان في السابع عشر من صفر خرج شيخ لملاقاة الجاليش، ودخل يشبك ومن معه في تاسع عشره، ودخل السلطان في الثاني والعشرين من صفر بأبّهة السلطنة في احتفال زائد، وحمل نائب الشام القبة على رأسه بين يديه، ودخل جمال الدين الأستادار وقد جمعت له الوظائف المتعلقة بالمباشرين من قبل أن يخرج السلطان من مصر مثل الوزارة والإشارة ونظر الخاص والأستادارية والكشف ونحو ذلك، فرسم على القضاة وعلى كاتب السر والوزير الشاميين وأهانهم وطلب منهم أموالاّ عظيمة، وضرب الوزير بالمقارع، وضرب المالكي تحت رجليه ونسبه إلى أنه حكم بغير ولاية، وقرر عوضه عيسى، وهرب الحنفي ابن القطب دونهم فقرر عوضه صدر الدين الأدمي،