قرأت عليه الكثير قرينا للشيخ ومما قرأت عليه بانفراده نحو النصف من مجمع الزوائد له ونحو الربع من زوائد مسند أحمد ومسند جابر من مسند أحمد وغير ذلك وكان يودني كثيراً ويشهد لي بالتقدم في الفن جزاه الله عني خيراً وكنت قد تتبعت أوهامه في كتابه مجمع الزوائد فبلغني أن ذلك شق عليه فتركته رعاية له؛ مات في شهر رمضان.
عيسى ابن حجاج السعدي العالية الشاعر الشطرنجي وكان يذكر أنه من ذرية شاور بن مجير؟ ملك مصر ومهر في الأدب وقال الشعر فأجاد فيه ورحل إلى الشام ولقي الصفدي وغيره وكان يذكر أنه سمع من الصفي الحلي ثم مدح الأعيان وكان يستحضر اللغة عمل بديعية على قافية الراء وقرظها له المجد إسماعيل الحنفي وغيره فهجاه ابن العطار بقوله:
عيسى ومن قرظوه ... ما شمت فيهم رئيسا
وما رأيت أناساً ... إلا حميراً وعيسا
ومن شعر عيسى:
تهن بشهر كم به من حلاوة ... وجد لي ببر لا يضيع ثوابه
فأن لساني صارم وفمي له ... قراب فأرجو أن يحلى قرابه
ومنه:
أيا رب الجناب الرحب جد لي ... وكثر في العطاء ولا تقلل
وما تهديه لي من خشكنان ... نهار العيد كبر أو فهلل