أحمد بن كندغدي التركي أحد الفضلاء المهرة من الحنفية، اشتغل في عدة علوم وفاق فيها، وكان قد اتصل بالملك الظاهر في أواخر دولته ونادمه ثم توجه رسولاً من ولده الناصر إلى تمرلنك في أواخر سنة ست فقدرت وفاته بحلب في ربيع الأول من هذه السنة في الرابع عشر منه، أرخه البرهان المحدث وأثنى عليه بالعلم والمروءة ومكارم الأخلاق رحمه الله تعالى لقيته مراراً وسمعت من فوائده وقرأ عليه صديقنا مجد الدين بن مكاس المقامات فكان يجيد تقريرها على ما أخبرني به المجد وقال القاضي علاء الدين ابن خطيب الناصرية في تاريخه: كان عالماً ديناً تمرض لما دخل إلى حلب؛ فعزم على الرجوع فأدركه الأجل المحتوم في شهر ربيع الأول، ودفن خارج باب المقام، وقد جاوز الستين.
أنس بن علي بن محمّد بن أحمد بن سعيد بن سالم الأنصاري أبو حمزة الدمشقي سمع بعناية قريبه صدر الدين ابن إمام المشهد من عبد الله بن القيم واستجاز له القلانسي وغيره وطلب بنفسه فسمع من جماعة من أصحاب القاضي سليمان فمن بعدهم وقرأ بنفسه وانتقى على بعض الشيوخ وكان متيقظاً نبيهاً عارفاً بالوثائق والأدبيات مع المروءة والديانة، وكان في بدايته بزي الأجناد ثم لبس زي الفقهاء، مات في رجب وله ثمان وخمسون سنة، سمعت منه قليلاً، وكتب عني من نظمي، وسمع معي كثيراً وأفادني.