الناصري وابن غراب وابن سنقر في آخرين، ثم قدم عليه جكم فوافقهم بعد أن كان اجتاز بحلب ففرّ منه دمرداش ثم سار بالعساكر من الشام وخلف بدمشق تمراز ويلبغا الناصري وجماعة معهما وانضم إلى شيخ أحمد ابن بشارة بعشيره وعيسى الكابولي بعشيره والتركان مع قرا يوسف ونزلوا كلهم على صفد فأرسلوا قاضي العسكر تقي الدين يحيى ابن الكرماني إلى بكتمر يدعوه إلى الموافقة فلم يقبل، فحاصروه إلى أن طلب الأمان، وخربت في تلك المدة صفد خراباً شنيعاً، ثم إنهم رجعوا إلى دمشق، وأعطى شيخ الأمير نوروز الدورة في بلاد حوران والرملة فغدر به وتوجّه إلى القاهرة ومعه جماعة فدخلوا في طاعة الناصر، وقطعت الخطبة من دمشق للناصر، ثم أفرج عن أحمد بن أويس من الاعتقال، وخرجت العساكر من دمشق في يوم الإثنين ثاني عشر ذي القعدة إلى قبّة يلبغا، وخلف بدمشق سودون الظريف، وتقدم الجاليش ثم تبعه بقيّة الأمراء ففرّ منهم دقماق إلى صفد، ولما وصلوا غزّة استناب فيها الطنبغا العثماني، واستناب بالقدس الشهاب ابن اليغموري فوصلوا إلى الصالحية يوم التروية فاستولوا على ما كان للسلطان بها من إقامة، فلما رحل من الصالحية أخبر بأن السلطان جمع العساكر ونزل بلبيس ثم التقت كشّافة الفريقين، ثم نزل السلطان بعساكره السعيدية، ونزل شيخ بمن معه قريباً فلما جنَّ عليهم الليل كبسهم شيخ ومن معه فانكسر عسكر الناصر وقاموا لا يلوي أحد على أحد من الدهشة وانهزموا، فنجا الناصر بنفسه مع الهجانة إلى بلبيس ثم إلى قلعة الجبل، واستولى شيخ على الخليفة والقضاة وجماعة من المماليك والأمراء ثم ركب بمن معه إلى أن وصل إلى الرّيدانيّة فوقف عند تربة الظاهر وما بقي إلا الظفر، فاختلفت الآراء فيمن يكون سلطاناً، وتنمّر لهم جكم وصرّح بإرادة السلطنة فأنِفوا من ذلك ففرّ خلق كثير إلى الناصر وطلبوا الأمان، منهم إينال حطب وجمق ويلبغا الناصري وسودون الحمزاوي،