فلا يكترثون به ويعدون كلامه من سقط المتاع، وكان قد عين جماعة لعدة وظائف وكان يعد أنه إذا تملك أن يبطل الأوقاف كلها، وأن يخرج الإقطاعات كلها، وأن يعيد الأمر إلى ما كان عليه في عهد الخلفاء، وأن يحرق كتب الفقهاء كلها، وأول من يعاقب شيخ الإسلام البلقيني، فحال الله بينه وبين ذلك، ومات قبل البلقيني بسنة، وكان له إقطاع تغل في كل سنة عشرة آلاف كانت في ذلك الوقت قدر ثلاثمائة دينار ورزقة أخرى تغل هذا القدر أو أكثر منه، وكان منقطعاً في بيته وأكابر الأمراء يترددون إليه وغيرهم يفعل ذلك تبعاً لهم، وشاع أن الظاهر أراد أن يقرره في نيابة السلطنة ولم يتم ذلك، وقيل: بل كان الامتناع منه، وكان مشهوراً بسوء العقيدة يفهم طريق ابن العربي ويناضل عنها وله أتباع في ذلك، واشتهر عنه أنه سيلي الأمر استقلالاً فيغير معالم الشريعة ويحرق كتب المسلمين، وكان يتهدد الأعيان كالبلقيني بالقتل والعقوبة إلى أن قدر الله موته في رابع ربيع الأول من هذه السنة قبل البلقيني بسنة ونصف وكفى الله شره وكان قد قارب الثمانين أو جاوزها.
يوسف بن الحسن بن محمود السرائي الأصل التبريزي عز الدين الشهير بالحلوائي - بفتح أوله وسكون اللام مهموزاً - الفقيه الشافعي، ولد سنة ثلاثين وسبعمائة وتفقه ببلاده، وقرأ على الشيخ جلال الدين القزويني والشيخ بهاء الدين الخونجي والقاضي عضد