محمد بن محمد بن الخيار الدمشقي تقي الدين التاجر ولد سنة ثمان وأربعين وتفقه شافعياً ثم رجع حنفياً ولم ينجب واشتغل بالتجارة وولي الحسبة والوكالة وهرب أيام الفتنة ثم رجع ومعه مال فصار يشتري المتاع برخص فكسب كسباً جزيلاً فلم يلبث أن مات في شوال وتمزق ماله.
محمد بن محمد بن عبد البر بن يحيى بن علي بن تمام السبكي الخزرجي بدر الدين بن أبي البقاء الشافعي، سمع في صغره من عبد الرحيم ابن أبي اليسر ونفيسة بنت الخباز وعلي بن العز عمر وغيرهم، واشتغل بالفقه والأصول، وولي القضاء مراراً وفوض له قضاء الشام لكن عزل قبل أن يتوجه إليه، وولي خطابة الجامع بعد ابن جماعة، ودرس بالأتابكية بدمشق قديماً وأول ما ولي القضاء بعد ابن جماعة في شعبان سنة تسع وسبعين وهو دون الأربعين فباشر سنة وأربعة أشهر، ثم أعيد ابن جماعة واستمر هو بطالاً بغير وظيفة إلى أن أعيد بصفر سنة أربع وثمانين، سمعت منه، وكان لين الجانب في مباشرته قليل الحرمة، وفي الآخر فسد حاله بسبب ابنه جلال الدين واستقر في تدريس الشافعي بعد عزله الأخير فاستمر إلى أن مات في ربيع الآخر وقد جاوز السبعين، وقد تقدم تاريخ ولايته في الحوادث، وقد ناب في الحكم عن أبيه، ودرس في الحديث، بالمنصورية ثم درس بالفقه بها بعد أبيه