قرأت عليها من الكتب والأجزاء بالصالحية ونعم الشيخة كانت، ماتت في شعبان وقد جاوزت الثمانين قطلوبغا التركي الحنفي أحد مشايخهم، مات بالقاهرة.
محمد بن إبراهيم بن إسحق بن إبراهيم بن عبد الرحمن السلمي المناوي ثم القاهري قاضي القضاة صدر الدين أبو المعالي ولد في رمضان سنة اثنتين وأربعين وأبوه حينئذ ينوب في القضاء عن عز الدين ابن جماعة، وأمه بنت قاضي القضاة زين الدين عمر البسطامي، فنشأ في حجر السعادة وحفظ التنبيه، وأسمع من الميدومي والحسن بن السديد وابن عبد الهادي وغيرهم يجمعهم مشيخته التي خرجها له أبو زرعة في خمسة أجزاء وسمعناها عليه، وناب في الحكم وهو شاب ودرس وأفتى وولي إفتاء دار العدل وتدريس الشيخونية والمنصورية: وخرج احاديث المصابيح وتكلم على مواضع منه وحدث به، سمعت منه قطعة منه وكتب شيئاً على جامع المختصرات ثم ولي القضاء استقلالاً كما في الحوادث وكان كثير التودد إلى الناس معظماً عند الخاص والعام ومحبباً إليهم، وكان قبل الاستقلال بالقضاء يسلك طريق ابن جماعة في التعاظم، فلما استقل ألان جانبه كثيراً، وكانت له عناية بتحصيل الكتب النفيسة على طريق ابن جماعة فحصل منها شيئاً كثيراً، وكان يهاب الملك الظاهر فلما مات أمن على نفسه وظن أنه لا يعزل لما تقرر له في القلوب من المهابة، فسافر مع العسكر فأسر مع اللنكية فلم يحسن المداراة مع عدوه فأهانه وبالغ في إهانته حتى مات معهم وهو في القيد غريقاً، غرق في نهر الفرات في شوال بعد أن قاسى أهوالاً، عسى الله أن يكون قد كفر بها عنه