من ذلك الوقت؛ ثم سافر مع العسكر إلى قتال اللنك فمات قبل أن يصل في جمادى الآخرة ودفن باللجون ولم يحصل له سعد في استقلاله بالحكم.
عمران بن أدريس بن معمر الجلجولي ثم الدمشقي الشافعي ولد سنة أربع وثلاثين وسبعمائة، وعني بالقراآت فقرأ على ابن اللبان وابن السلار ولازم القاضي تاج الدين السبكي وقرأ، وحصل له في لسانه ثقل فكان لا يفصح بالكلام إلا إذا قرأ فإنه يقرأ جيداً، واشتغل في الفقه، وكان يحج على قضاء الركب الشامي، وقد سمع من بعض أصحاب الفخر؛ مات في رجب أو شعبان لما أخرجت وقد قارب الستين بل جاوزها؛ قال ابن حجي: لم يكن مشكوراً في ولاياته ولا شهاداته، وكان يلبس دلقاً ويرخي عذبة عن يساره وينظم نظماً ركيكاً، وكان فقير النفس لا يزال يظهر الفاقة وإذا حصلت له وظيفة نزل عنها، وكان كثير الأكل جداً، وكان يقرأ حسناً؛ مات بعد الكائنة العظمى ومعمر جده " بالتشديد ".
عمر بن أبي بكر بن محمد بن أحمد بن محمد بن عبد القاهر بن هبة الله بدر الدين ابن النصيبي الحلبي وكان من أعيان الحلبيين ولي قضاء العسكر بحلب والحسبة بها مراراً وباشرها بحرمة وافرة؛ ومات بعد الكائنة بأيام.