جثة إنسان وبني من رؤوس القتلى عدة مواذن منها ثلاث في رابية بن جاجا وهلك من الأطفال التي أسرت أماتهم بالجوع أكثر ممن قتل، وذكر القاضي محب الدين ابن الشحنة عن الحافظ الخوارزمي أنه أخبره أن ديوان اللنك اشتمل على ثمانمائة ألف مقاتل، وذكر أيضاً أن اللنك لما جلس في القلعة وطلب علماء البلد ليسألهم عن علي ومعاوية فقال له القاضي القفصي المالكي: كلهم مجتهدون، فغضب وقال: أنتم تبع لأهل الشام وكلهم يريدون ويحبون قتلة الحسين، وذكر أنه قرر في نيابة حلب لما توجه لدمشق الأمير موسى بن حاجي طغاي وكان رحيله عنها في أول يوم من شهر ربيع الآخر؛ ويقال إن أعظم الأسباب من خذلان العسكر الإسلامي ما كان دمرداش نائب حلب اعتمده من إلقاء الفتنة بين التركمان والعرب حتى أغار بعض التركمان على أموال نعير فنهبها، فغضب نعير من ذلك وسار قبل حضور تمرلنك فلم يحضر الوقعة أحد من العرب، وقال بعضهم: إن دمرداش كان قد باطن تمرلنك لكثرة ما كان تمرلنك قد خدعه ومناه.

وفي أواخر ربيع الأول عرض يشبك الدويدار أجناد الحلقة فقرر بعضهم وقطع بعضهم وسافر سودون من زاده في سلخه على هجين لكشف الأخبار، ثم تحققت أخبار حلب بوصول قاصد أسنبغا الذي توجه قبل ذلك لكشف الأخبار، فخرج السلطان في ثالث ربيع الآخر واستقر تمراز نائب الغيبة، ورحل السلطان من الريدانية عاشر ربيع الآخر فوصل غزة في العشرين منه، وتوجه منها في السادس والعشرين منه بعد أن قرر نواب البلاد عوضاً عن المأسورين، فولي تغري بردى نيابة دمشق وآقبغا الجمالي نائب طرابلس وتمر بغا المنجكي نائب صفد وطولو نائب غزة، ووصل السلطان دمشق في سادس جمادى الأولى، فوافاهم جاليش تمرلنك في نحو ألف فارس فالتقى معه بعض العسكر فكسروه في ثامن الشهر المذكور،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015