وأمره بالستقرار بها وتكملة ما كان شرع في تصنيفه، ثم انتقل بآخرته إلى الجزيرة فقطنها إلى أن مات في هذه السنة؛ ومن سيرته أنه لم يقع منه كبيرة ولا لمس بيده ديناراً ولا درهماً، وكان لا يرى إلا مشغولاً بالعلم أو التصنيف، وشرح منهاج البيضاوي وعمل حواشي علي الكشاف وشرح الأسماء الحسنى، وكان يذكر أنه لما حج ثم أتى المدينة جلس على المنبر فرأى وهو جالس بجانب المنبر بالروض الشريفة مغمض العينين أن امنبر على أرض الزعفران قال: ففتحت عيني فرأيت المنبر على ما عهدت أولاً، فأغمضت عيني فرأيته على الزعفران وتكرر ذلك؛ قال القاضي علاء الدين: قدم علينا ولده الآخر جمال الدين فذكر أن والده مات سنة أربع وثمانمائة والله أعلم.
يوسف بن عبد الله المقرئ كان مقيماً بمشهد ابن أبي بكر بمصر وللناس فيه اعتقاد، مات في ربيع الأول.
يوسف بن عثمان بن عمر بن مسلم بن عمر الكتابي الصالحي، سمع من الحجار حضوراً ومن الشرف ابن الحافظ وأحمد بن عبد الرحمن الصرخدي وعائشة بنت مسلم الحرانية وغيرهم، وأجاز له الرضى الطبري وهو خاتمة أصحابه، وأجاز له أيضاً ابن سعد وابن عساكر وآخرون، وحدث بالكثير وكان خيراً؛ مات في نصف صفر عن ثلاث وثمانين سنة، أجاز لي غير مرة.
يوسف بن مبارك بن أحمد جمال الدين الصالحي بواب المجاهدية