في ثامن المحرم استقر صدر الدين المناوي في قضاء الشافعية عوضاً عن القاضي عماد الدين الكركي، وكان عزل في سادس عشرين ذي الحجة.
وفي التاسع منه أعيد موفق الدين إلى الوزراة وصرف تاج الدين ابن أبي شاكر.
وفيها استقر قلمطاي دويداراً عوضاً عن أبي يزيد بحكم انتقاله إلى نيابة دمشق ومات أبو يزيد فيها.
وفيها هجم جنتمر أمير الركب الشامي على بعض أهل المدينة من الجند الأشراف بسبب صقر يصطاد به فدافعوه عنه فوقع الشر وقتل منهم اثنان فركب ثابت بن نعير فسكن الفتنة.
وفيها عاث تمرلنك بالعراق وخرب بغداد وتبريز وشيراز وغيرها كما سيأتي، واتصل شرر فتنته إلى الشام ووصل خبر ضرره إلى مصر، فارتاع لما يحكى عنه كل قلب، فكان مسيره إلى السلطانية فنازل السلطانية فقتل صاحبها، ثم قصد تبريز فدخلها عنوة ونهبها كعادته، وأرسل إلى جميع البلاد نواباً من قبله، ثم طلب بغداد، وذلك في أواخر شوال فنازلها في ذي القعدة، فلم يلبث صاحبها أحمد أن أخذ حريمه وخزائنه وهرب، فبلغ ذلك تمر فأرسل ابنه مرزا في طلبه فأدركه، فلما كاد أن يقبض عليه رمى بنفسه في الماء، فسبح إلى الجهة الأخرى فسلم هو ومن