حمص، فهرب صاحبها إلى دمشق، فملكها أيضاً ثم توجه إلى دمشق، فلما وصل إلى بعلبك هرب نائبها أيضاً، فدخلها بغير قتال ولم يشوش على أحد من أهل هذه البلاد، ثم توجه إلى دمشق فخرج إليه الناصري بعساكر دمشق من جهة الزبداني، وكان منطاش قد توجه إلى جهة طرابلس فخالف شكر أحمد التركماني، وكان من جهة منطاش الطريق التي توجه منها الناصري في العسكر، فدخل دمشق فالتفت عليه جماعة من البيدمرية فأخذ منها خيولاً كثيرة وتوجهوا بها إلى منطاش، فقوي بهم ورجع إلى دمشق من طريق أخرى ونزل القصر الأبلق، وبلغ ذلك الناصري فرجع وحاصره بدمشق ودام القتال بينهما وقتل من الطائفتين جماعة ونهبت دور كثيرة وخربت، فلما طال الحصار ترك منطاش دمشق وتوجه إلى بعلبك، فوصل نعير فيمن معه من العرب والتركمان فقاتل الناصري وكاتب السلطان واستحثه على المجيء إلى الشام، فخرج في العساكر واستخلف في غيبته كمشبغا في الاصطبل وسودون النائب بالقلعة والصفوي حاجب الحجاب، واستصحب معه الخليفة والقضاة والمباشرين وجماعة من القضاة والمباشرين المعزولين، فوصل دمشق في الثاني والعشرين من شهر رمضان، فدخل في طاعته جميع المخالفين من العرب والتركمان ولم يشهر في وجهه سيف، وكان يلبغا الناصري التقاه فترجل له السلطان وأركبه من مراكيبه الخاصة وصلى الجمعة ثاني يوم قدومه، ونادى في البلد بالأمان وأن الماضي لا يعاد، فكثر الدعاء له، وولي القاضي شهاب الدين الباغوني قضاء الشام والخطابة وعزل الزهري وكان بدر الدين ابن أبي البقاء أخذ الخطابة عن سري الدين، فلما دخل الناصري مصر وغلب على المملكة نزل عنها ابن أبي البقاء لابن القرشي فأضافها إلى القضاء، فلما عزل منطاش ابن القرشي عن القضاء وولاه الزهري استمر حتى دخل برقوق دمشق فعزله، وولى الباغوني