سنة 712، وأخذ عن القطب وغيره وتقدم في الفنون، واشتهر ذكره وطار صيته وانتفع الناس بتصانيفه، وله شرح العضد وشرح التلخيص وأخر أطول منه، وشرح على المفتاح وشرح على التنقيح، وحاشية على الكشاف وغير ذلك، مات بسمرقند.
منهاج الدين الرومي الحنفي، كان أعجوبة في قلة العلم والتلبيس على الترك في ذلك، قدم القاهرة فولي تدريس الحنفية بمدرسة أم الأشرف، قال لنا شيخنا ناصر الدين بن الفرات: حضرت درسه مراراً فكان لا ينطق بكلمة بل إذا قرأ القارئ شيئاً استحسنه وربما تكلم بكلام لا يفهم منه شيء، مات في رابع عشرين ربيع الأول.
نوغاي العلاي كان من أمراء الطبلخاناة، ثم ولاه الظاهر أمير علم فاستقر في ذلك إلى أن مات.
يونس بن عبد الله التركي الدوادار، كان من عتقاء جرجي نائب حلب، ثم خدم عند يلبغا ثم اسندمر ثم تقدم عند برقوق، وتنقل إلى أن أعطى تقدمة ألف وباشر الدويدارية في إمرته، ثم في سلطنته بمهابة عظيمة وحرمة، وكان ديناً، كثير الصلاة والصيام، مكرماً للفقهاء وللفقراء، وهو صاحب خان يونس بطريق الشام بالسلفة بالقرب من غزة، قتل بعد الوقعة المقدم ذكرها في ثاني عشرين ربيع الآخر، وله بضع وستون سنة، وترك ملقى على قارعة الطريق، فدفنه بعد ذلك شخص من أصاغر مماليكه على ما أخبرني به في الطريق، وكان قد بنى تربة معظمة بمصر وأخرى بالشام فلم يقدر دفنه في واحدة منهما، وكان مقدم العساكر المصرية في سنة ثمان وثمانين وسبعمائة لما حاصروا برهان الدين بسيواس، ثم كان مقدم العساكر في هذه الكائنة فقتل على يد عنقاء بن شطي أمير آل مري.