محمد بن مكي العراقي عارفاً بالأصول والعربية، فقتل على الرفض ومذهب النصيرية في جمادى الأولى، وقد تقدم ذكره في حوادث سنة إحدى وثمانين، والله أعلم.

محمد بن يوسف بن علي بن عبد الكريم الكرماني الشيخ شمس الدين نزيل بغداد، ولد في سادس عشر جمادى الآخرة سنة سبع عشرة وسبعمائة، واشتغل بالعلم، وأخذ عن والده بهاء الدين، ثم حمل عن القاضي عضد الدين ولازمه اثنتي عشرة سنة، وأخذ عن غيره ثم طاف البلاد فدخل مصر والشام والحجاز والعراق، ثم استوطن بغداد، وتصدى لنشر العلم بها ثلاثين سنة، وكان مقبلاً على شأنه معرضاً عن أبناء الدنيا، وقال ولده: كان متواضعاً باراً لأهل العلم وسقط من علية فكان لا يمشي إلا على عصا منذ كان ابن أربع وثلاثين، قال ابن حجي: كان تصدى لنشر العلم ببغداد ثلاثين سنة، وصنف شرحاً حافلاً على المختصر وشرحاً مشهوراً على البخاري وغير ذلك، وقد حج غير مرة، وسمع بالحرمين ودمشق والقاهرة وذكر أنه سمع بجامع الأزهر على ناصر الدين الفارقي وذكر لي الشيخ زين الدين العراقي أنه اجتمع به في الحجاز، وكان شريف النفس، قانعاً باليسير لا يتردد إلى أبناء الدنيا، مقبلاً على شانه، باراً لأهل العلم، ورأيت في الدعوات أو بعدها من شرحه للبخاري أنه انتهى في شرحه وهو بالطائف البلد المشهور بالحجاز، كأنه لما كان مجاوراً بمكة كان يبيض فيه وما أكمله إلا ببغداد، وذكر لي ولده الشيخ تقي الدين يحيى أنه سمع عليه جميع شرحه، ومات راجعاً من مكة في سادس عشر المحرم بمنزلة تعرف بروض منها، ونقل إلى بغداد فدفن بها، وكان أعد لنفسه قبراً بجوار الشيخ أبي إسحاق الشيرازي وبنيت عليه قبة، ومات عن سبعين سنة إلا سنة، فإن مولده كان في جمادى الآخرة سنة سبع عشرة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015