الأوقاف بمصر شمس الدين بن الوحيد عوضاً عن زين الدين الزواوي، وفي نظر الأوقاف بالقاهرة جمال الدين العجمي عوضاً عن تقي الدين الأسنائي.
وقرأت بخط القاضي تقي الدين الزبيري وأجازنيه: في أول سنة أربع وثمانين سأل برقوق من يختص به أن يطلب له رجلاً جيداً يوليه قضاء الشافعية فذكر له جماعة منهم الشيخ برهان الدين الأبناسي، فطلبه مع موقعه أوحد الدين وعرفه القصة فواعده على أن يجيء إليه ويتوجه معه إلى الإصطبل، فهرب واختفى، فأقام على ذلك أياماً وابن جماعة لا يعرف بشيء من ذلك بل يظن أن ذلك لأمر آخر، فلما أيسوا منه طلب القاضي بدر الدين بن أبي البقاء فأعيد إلى القضاء في يوم الخميس تاسع عشرين صفر، واستمر معه تدريس الشافعي، وتوجه ابن جماعة إلى القدس انتهى.
ويقال: إن برقوق كان يعرف قوة نفس برهان الدين بن جماعة فخشي أن لا يوافقه إذا رام أن يتسلطن ويعارضه فلا ينتظم امره، فعمل على عزله وتولية من لا يخالفه لكونه هو الذي أنشأ ولايته، وكان الشيخ برهان الدين الأبناسي يقول إنه لما واعد أوحد الدين ودخل إلى منزله ففتح المصحف فخرج: " قال رب السجن أحب لي مما يدعونني إليه ". فأطبقه وتغيب.
وفيها صرف همام الدين ابن الشيخ الاتقاني من قضاء الحنفية بدمشق، وأعيد نجم الدين بن الكشك، وكان وصل الخبر بعزله وولاية النجم فامتنع النواب من الحكم، فأنكر عليهم الهمام واستمر يحكم حتى قدم النجم فتوجه الهمام إلى النائب، وكان غائباً عن البلد ثم رجع معزولاً. وكان الهمام من عجائب الدهر في الجهل والخبط وقلة الدين.
وفيها استقر تقي الدين الزبيري في نيابة الحكم بالقاهرة، وقد تولى القضاء استقلالاً بعد ذلك.