وكانت سلامته من القطع من العجائب، وفي ذلك يقول بدر الدين بن الصاحب مضمناً وكان بلغه أنه عثر فسقط فانلكسرت يده:
قالوا بأن يد القماح قد كسرت ... فأعلنت أختها بالويل والغير.
تأخر القطع عنها وهي سارقة ... فجاءها الكسر يستقصي عن الخير.
وقد اهتدم ذلك برمته من البيتين السائرين في تاريخ ابن خلكان:
إن العماد بن جبريل أخا علم ... له يد أصبحت مذمومة الأثر.
تأخر القطع إلى آخره.
وفيها في جمادى الأولى حضرت رسل حسين بن أويس صاحب بغداد وتبريز إلى برقوق، وهم: قاضي البلد الشيخ زين الدين علي بن عبد الله بن سليمان بن الشامي المعري المقانعي الآمدي الشافعي، وشرف الدين عطاء بن الحسين الواسطي الوزير، وشمس الدين محمد بن أحمد البرادعي، فأكرموا غاية الغكرام، وذكر المقانعي أنه غرم على سفرته عشرة آلاف دينار وأنه جاء في مائة عليقة، وكان يكثر الثناء على أهل الشام وتردد الكبار للسلام عليهم حتى القضاة، ورتب لهم برقوق رواتب كثيرة، وطلبهم عنده مرة ومد لهم سماطاً حافلاً، وكان تسفيرهم في العشر الآخر من رجب.
وفيها كانت الوقعة بالتركمان وزعيمهم ابن دلغادر، أوقع بهم العسكر الشامي ومعهم نائب حلب ونائب دمشق في جمادى الأولى، فانكسروا كسرة شنيعة وقتل منهم جماعة، ثم رجع العسكر التركماني فهزموا العسكر، وجرح نائب ملطية منطاش وتمرزق الجيش، ووقع التركمان في النهب، وقتل جوبان الجركسي، وكان من قدمائهم، له ذكر في الحوادث سنة خمسين وسبعمائة، وكان من أتباع الفخر إياس، وولي نيابة حمص ثم قلعة دمشق ثم الحجوبية بحلب.