وفيه استقر الشريف بكتمر الذي كان والي القاهرة نائباً بالبحيرة، فأقام بتروجة، وكوتب ملك الأمراء وهو أول من كوتب بذلك ممن ولي نيابة البحيرة.

وفيها ولي طشتمر الدويدار نيابة صفد في رجب منها بعد أن أخرج من الإسكندرية إلى دمياط قبل ذلك، فاستمر إلى رمضان سنة أربع وثمانين، فاستعفى وطلب الإقامة ببيت المقدس بطالاً فنقل إليها.

وفيها قتل بركة بسجن الإسكندرية أمر بقتله نائبها بمقتضى مرسوم جاءه من القاهرة، وقيل: إنه كان شاع عن ابن عرام أنه باطن بدر بن سلام فقدم القاهرة ليتنصل من ذلك ومعه هدايا، وتقادم فقبلها منه الأمراء وقبلوا عذره وخلع عليه، واستمر نائباً فواطأه برقوق على قتل بركة سراً فلما رجع دس إليه من قتله وأشاع أنه وجده ميتاً، فلما بلغ ذلك أخوته تنمروا وأرادوا القيام على برقوق فأنكر أن يكون أمر بقتله وأرسل إلى ابن عرام فأحضر في خامس عشرين شهر رجب فقبض عليه يونس الدويدار واحتيط على حواصله وأملاكه ووكل ناسابه، ولما توجه كشف أمر بركة فوجده مدفوناً في المكان الذي قتل فيه، فنبش عنه فوجده قد دفن بثيابه من غير غسل ولا صلاة عليه، ووجد في جسده ضربات إحداهن في رأسه فغسله وكفنه وصلى عليه ودفنه في تربة بناها له. وأرسل ابن عرام في البحر الملح ثم في النيل خشية من عرب بدر بن سلام أن يخلصوه، فأودع أول ما قدم في خزانة شمائل، ثم أمر بتسميره وسلم للوالي فقرره على أمواله، ثم شنع عليه الأمراء فأمر برقوق بضربه بالمقارع ونودي عليه: هذا جزاء من يقتل الأمراء بغير إذن، فيقال: إنه أخرج ورقة من جيبه وقال: هذا خط الأمراء بالإذن في ذلك، فلم يلتفت إليه، ثم سمر وأنزل به، فضربه مماليك بركة بالسيوف وعلقوا رأسه على باب زويلة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015