وأقطعت رباعه واصطفيت أمهات أولاده وتمادى به الاعتقال إلى أن وجد الفرصة فركب في البحر إلى المشرق وتقدمه أهله وأولاده في وسط رجب عام أربعة وستين، ثم كتب ابن مرزوق في حاشية تاريخ ابن الخطيب: أنه وصل إلى تونس في رمضان سنة خمس فلقي بها من الإكرام والاحترام أضعاف ما كان يأمله وفوضت إليه الخطابة بجامع السلطان وتداريس أكثر المدارس واستمر بها إلى أن مات السلطان سنة إحدى وسبعين فاستمر مع ولده وابن أخيه على ذلك إلى سنة ثلاث وسبعين فركب البحر في شهر ربيع الأول فقدم القاهرة فاجتمع بالأشرف فأحسن إليه وأجرى عليه راتباً وولي المدارس بالقاهرة، وكان حسن الشكل جليل القدر، مات في ربيع الأول رحمه الله تعالى.
محمد بن أحمد بن هبة الله الشافعي زين الدين بن الأنصاري، كان متجملاً كثير المال عارفاً بصحبة الأكابر وله مكارم وصدقات ومعرفة بأمور الدنيا، وقد ولي قضاء دمنهور والبحيرة وغيرهما ومات في رجب.
محمد بن أبي بكر بن علي بن محمود الجعفري زين الدين الأسيوطي تفقه على الدمنهوري، وكتب الخط الحسن وشارك في الفضائل، وولي قضاء بلده وكان صارماً في أحكامه، وبنى بأسيوط مدرسة تنسب إليه.
محمد بن عبد الله بن محمد بن الفخر عبد الرحمن البعلي شمس الدين بن تقي الدين البعلبكي حضر على عيسى المطعم وأبي الفتح بن النشو وغيرهما بعناية عمه ثم طلب بنفسه فسمع الكثير، وكان فصيح القراءة وقرأ على البرزالي، وجلس تحت الساعات، وكان موثوقاً به بين الشهود، مات في ذي الحجة.
محمد بن عبد الملك بن عبد الله بن محمد بن محمد أبو عبد الله بن أبي مروان ابن الشيخ محمد المرجاني التونسي الأصل الإسكندراني الدار نزيل مكة ولد سنة أربع وعشرين، وكان خيراً صالحاً صاحب عبادة وانجماع ومعرفة بالفقه وعناية بالتفسير، وكان يعرف علم الحرف مات في شوال.