ولكنه سود عليه
يشبك السودوني الأمير الكبير سيف الدين المعروف بالمشد أتابك العساكر بمصر، مات في يوم الخميس ثالث شعبان بعد مرض طويل، واستقر بعده إينال العلائي، وكان عاقلاً ساكناً حشماً عرياً إلا من رمي النشاب على عيوب في رميه، وينسب إلى طمع وعدم دين -.
استهلت بالثلاثاء بلا خلاف.
وفي يوم الخميس الثالث منه استقر خليل بن شاهين الذي كان نائب ملطية في نيابة القدس عوضاً عن طوغان، واستقر برهان الدين ابن الديري في نظر الجوالي عوضاً عن ابن فتح الدين المحرقي، ولبس كل منهما خلعة.
وفي الخامس منه قتل الفيل بأن رمي بالسهام حتى أصيب في عينيه ثم تمكنوا منه حتى قتلوه، وكان أمر السلطان بقتل الفيل بسبب أنه كان قد هجم على سائسه فبرك عليه حتى مات تحته.
وفي الثاني عشر منه حضر نقيب الجيش إلى الشيخ ولي الدين السفطي وكيل بيت المال وبيده قصة رفعت للسلطان باسم أبي الخير النحاس أن له دعوى شرعية عليه، وأن السلطان أمره أن يتوجه مع غريمه إلى قاضي الشرع، فأجاب وقال: من تختار من القضاة قال: الشافعي، فدخل معه إلى الشافعي - فادعى عليه بأنه وضع يده له على ثريا مكفتة، فاعترف بأنه استامها منه ليشتريها للمدرسة الجمالية وأنها معلقة في الجمالية وأذن له في أخذها، وتوجه إلى منزله، فشاع بين الناس أن السلطان منعه من الوصول إليه فكثرت الأقاويل، ففي آخر النهار حضر إليه من أخبره عن السلطان أنه لم يمنعه وأنه يصل إليه متى شاء، فلما أصبح ركب، فلما تلاقيا التزمه وأمر له بكاملية سمور فلبسها في صبيحة ذلك اليوم، وصادف أنه اليوم الرابع عشر من الشهر، وفرح الناس به بغضاً في غريمه، وركب معه جميع المباشرين والقضاة وبياض الناس وكان يوماً مشهود وكان وصول الحاج في أول العشر الثالث من الشهر، فدخل الركب الأول في آخر يوم الاثنين حادي عشري الشهر، وتكاملوا إلى أن أصبحوا يوم الثلاثاء بالقاهرة، ووصل بعدهم المحمل على العادة في يوم الثلاثاء ودخلوا القاهرة يوم الأربعاء وكان أول من وصل منهم بعض