سنة ثماني وأربعين وثمانمائة

استهل المحرم منها يوم الاثنين وقد تزايد الطاعون، وبلغ عدد الأموات في كل يوم زيادة على عشرين ومائة ممن يضبط في المواريث وقيل إنه يزيد على المائتين، وأكثر من يموت الأطفال والرقيق، ثم تزايد واشتد اشتعاله إلى أن دخل الحاج فتزايد أيضاً، ومات من أطفالهم ورقيقهم عدد جم، ويقال إنه جاوز الألف في كل يوم.

وفي يوم الاثنين ثاني عشري الشهر خرج أمير المجاهدين إينال الدويدار الكبير، وكان خرج قبله باثني عشر يوماً طائفة كبيرة تقدموا إلى إحضار المراكب من دمياط إلى الإسكندرية.

وفي يوم الجمعة الثالث من صفر بعد صلاة الجمعة والشمس في الجوزاء أمطرت السماء مطراً يسيراً بغير رعد، تقدمته ريح عاصف بتراب منتشر، فسكن في الحال واصبح الناس يتحدثون أن الوباء قد تناقص عما كان.

وفي ليلة الأحد خامس صفر وجدت وجعاً تحت إبطي الأيمن ونغزة مؤلمة فنمت على ذلك، فلما كان في النهار زاد الألم قليلاً، ونمت القائلة وانتبهت - والأمر على حاله، فلما كان العاشر برزت تحت إبطي كالخوخة اللطيفة، ثم أخذت في لخفة قليلاً قليلاً إلى العشر الأخير منه فذهبت كأن لم تكن - ولله الحمد! وتناقص الموت إلى أن انحط ما بين العشرين والثلاثين.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015