وانتهت زيادة النيل إلى تعليق العشرين ذراعاً، وهبط في أواخر توت بسرعة، وبادروا إلى الزرع، وهبت ريح بادرة نحو أسبوع، ثم عاد مزاج فصل الخريف على العادة، ولبس السلطان الصوف قبل العادة القديمة وذلك في العشرين من بابة، وصادف تلك الليلة أن أمطرت وهبت الريح الباردة يومين وعاد الحر في أثناء الليل وفي أثناء النهار.

جمادى الآخرة - أوله الثلاثاء، فيه سار علي بن حسن بن عجلان بن رميثة المكي الحسني أميراً على مكة عوضاً عن أخيه أبي البركات، وصحبته يشبك الصوفي أحد الأمراء ليقيم بمكة عوضاً عن سودون المحمدي، وصحبته الاجناد على العادة، وسافر معهم نويس قليل.

وفي يوم الخميس تاسع شهر رجب استقر الأمير زين الدين عبد الرحمن القاضي علم الدين - ابن الكويز في الأستادارية الكبرى، وصرف قيز طوغان ثم أفرج عنه سريعاً، واستقر زين الدين يحيى قريب بن أبي الفرج ناظر الديوان المفرد على حاله - والتزم بالتكفية.

وفي يوم الاثنين سابع عشر منه استقر الأمير شهاب الدين أحمد ابن علي بن إينال في إمرة الإسكندرية، وصرف سنبغا الطياري بحسب سؤاله، ولم يسافر حتى بلغه خروج الطياري من الإسكندرية فتوجه في أواخر شعبان، وقدم الطياري في ثامن عشر شهر رمضان، واستمر على إمرته بتقدمة ألف، وحضر من الإسكندرية في رجب الرماة ومعهم صفة قلعة من خشب فقدموها للسلطان، ورموا عليها بحضرته بقوس الرجل فخرج منها صورة شخص بسيف وترس

طور بواسطة نورين ميديا © 2015