محمد بن يحيى بن علي بن محمد بن أبي زكريا المقرئ الشيخ شمس الدين الصالحي صالحية مصر بالشرقية - هكذا كنت أظن، ثم ذكر لي أخوه شهاب الدين أحمد أنهم ينسبون إلى قرية يقال لها منية أم صالح بناحية مليح من الغربية وإلى حارة الصالحية بالبرقية داخل القاهرة، ولد قبل الستين، عني بالقراآت فأتقن السبع - على جماعة، وذكر لي أنه رحل إلى دمشق وقرأ على ابن اللبان، وطعن في ذلك بأن سنه تصغر عن ذلك، كما تقدم في تقييد وفاة ابن اللبان، واشتغل بالفقه وتولى تدريس الفقه بالظاهرية البرقوقية عوضاً عن الشيخ أوحد الدين - بحكم نزوله له عند بمبلغ كثير من الذهب، وكان اتصل بالأمير قطلوبغا الكركي فقرره إماماً بالقصر، واشتهر في ذلك مدة وناب بجاهه في الحكم أحياناً وأم قطلوبغا المذكور، ثم ولي شيخ القراآت بالمدرسة المؤيدية لما فتحت، وما علمته تزوج وكان مولعاً بالمطالب، ينفق ما يتحصل له فيها مع التقتير على نفسه، وكف بصره في أواخر عمره واختل ذهنه - عفا الله عنه واستقر في تدريس الظاهرية شهاب الدين أحمد الكوراني بعناية كاتب السر، وعمل له إجلاساً حضرناه، وخلع عليه جنده مستحسنة، وكان المستنزل لأخيه شهاب الدين عن وظائفه وأمضى ذلك النظار، وباشرها في حياته ثم نوزع في المؤيدية، وعقد له مجلس بسبب أن شرط الواقف إذا وقع نزول أن لا يقرر النازل ولا المنزول له.
محمد الدجوي ناصر الدين الموقع، ناب في الحكم قليلاً ووقع عند بعض الأمراء؛ ومات في شهر رجب وأظنه بلغ الخمسين.