الفلاحين فقاتلوهم فأمسكوا عليهم المضايق إلى أن قبضوا عليهم فسلبوا جميع من معه وتركوهم، وأما النائب وطور غلى بن صقل سز فإنهم راسلوا أهل حلب، فبادر قطبح الأمير الكبير بحلب والحاجب ونائب حماة فتسلموهما من الذين أسروهما ورحلوا إلى حلب فوصلوا في ثالث عشر ذي القعدة، فسجن إلى أن وصل الأمر من السلطان بقتلهما، فضربت عنق تغرى برمش بحضرة نائب القلعة ووسط طور غلى تحت القلعة وذلك في السابع عشر من ذي الحجة.

ومن خطه أن الخطبة بحلب استمرت في طول هذه الفتنة باسم الملك الظاهر.

شهر ذي الحجة - الحرام أوله الجمعة - في أوائل هذا الشهر شكا القاضي علم الدين - صالح - البلقيني إلى السلطان أن الملك الأشرف كان قد أنعم عليه بألفي دينار، وأنه بعد موت الأشرف استعيد منه أحد الألفين فأنعم عليه بإعادتهما له فلما قضهما استأذنه أن يحضر عنده في كل أسبوع يوم الأحد ويعمل بحضرته ميعاداً فأذن له، فعمل في السابع عشر منه ميعاداً على طريقته في مدرسة والده فلم يعجبه، فلما حضر في الأحد الذي يليه منع من ذلك فرجع خائباً، وكان في أثناء ذلك قد أظهر زهواً عظيماً وهرع إليه ناس ممن يؤثر ولايته وظنوا أن الإذن في ذلك يوصله إلى الغرض، فانحزم ما أملوه وبطل - ولله الأمر -.

وفي صبيحة يوم الخميس ثامن عشرى ذي الحجة قبض على ناظر الجيش عبد الباسط ابن خليل بن يعقوب الشامي، وكان قد عظم قدره في دولة الأشرف جداً بحيث صار هو مدبر المملكة، ثم لما مات الأشرف قام في سلطنة ولده، ثم صار بعض الخاصكية يذمه وقاموا عليه مراراً ليؤذوه وهو ينتصف منهم إلى أن تغيرت الدولة، ثم حظى عند الملك الظاهر واستمر على طريقته في الإستبداد بالأمور ومخالفة الملك فيما يرومه،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015