يحيى بن يحيى بن أحمد بن حسن، القبابي شمس الدين أبو زكريا المصري، ولد في أواخر سنة ستين أو في أول التي قبلها، وقدم القاهرة فاشتغل بها وحفظ التنبيه والألفية ومختصر ابن الحاجب، وحضر دروس البلقيني وابن الملقن والأبناسي وغيرهم، واشتغل في علم الحديث على العراقي، ولازم عز الدين بن جماعة في قراءة المختصر ومحب الدين بن هشام في العربية، وطاف على الشيوخ في الدروس، ثم ارتحل إلى دمشق وهو فاضل، فأثنى شهاب الدين الزهري، قرأ عليه نصف المختصر وأذن له، وتكلم على الناس بالجامع، وسكن بعد الفتنة العظمى بيت روحاء فأقام بها، ودخل مصر حين دخل إليها مع الشاميين، ثم عاد فلازم عمل الميعاد، وكان فصيحاً مفوها فاجتمع عليه العامة وانتفوا به، وقرأ صحيح البخاري عند نوروز، ثم ناب في الحكم عن ابن حجي سنة إحدى عشرة وثمانمائة واستمر في ذلك، ولم يكن في أحكامه محموداً، وكان في بصره ضعف فتزايد إلى أن أضر وهو مستمر على الحكم، وكان يؤخذ بيده فيعلم بالقلم ويكتب عنه الفتوى ثم يكتب هو اسمه، وكان فصيحاً ذكياً مشاركاً في عدة فنون، جيد الذهن، لين العريكة، سهل الانقياد، قليل الحسد مع المروءة والعصبية، وقد أقبل في أواخر عمره على إقراء الفقه فدرس في المنهاج والتنبيه والحاوي بالجامع حلاً لكل منها في أشهر قليلة من غير مطالعة، وكان قد درس بالرواحية، وناب في تدريس الشامية البرانية، اجتمع في