إسماعيل بن علي بن محمد بن داود بن شمس بن عبد الله بن رستم، البيضاوي الزمزمي. المؤذن بمكة، يكنى أبا الطاهر ويلقب مجد الدين، ولد سنة ست وستين، وأجاز له صلاح الدين ابن أبي عمر وعمر بن أميلة وأحمد ابن النجم وحسن بن مقبل وآخرون، وكان يتعانى النظم، وله نظم مقبول ومدائح نبوية من غير اشتغال بالآلة، ثم أخذ العروض عن الشيخ نجم الدين المرجاني ومهر، وكان فاضلاً، ورحل إلى القاهرة فسمع من بعض شيوخنا، وكان قليل الشر مشتغلاً بنفسه وعياله مشكور السيرة ملازماً لخدمة قبة العباس، وله سماع من قدماء المكيين، وحدث بشيء يسير، سمعت من نظمه، وأخوه إبراهيم ولد سنة 777، وأجاز لي في سنة 787 النشاوري والشهاب ابن ظهيرة وآخرون، واشتغل في عدة فنون، وأخذ عن أخيه حسين علم الفرائض والحساب فمهر فيهما.
أبو بكر بن أحمد بن عبد الله بن الهليس، رفيقي زكي الدين المهجمي الأصل ثم المصري، ولد بعد السبعين بيسير، ونشأ في حال بزة وترفه، ثم اشتغل بالعلم بعد أن جاوز العشرين ولازم الشيوخ، وسمع معي من عوالي شيوخي مثل البرهان الشامي وابن الشيخة وابن أبي المجد وبنت الأذرعي وغيرهم فأكثر جداً، وأجاز له عامة من أخذت عنه في الرحلة الشامية، ورافقني في الاشتغال على الأبناسي والبلقيني والعراقي وغيرهم.
ثم دخل اليمن في سنة ثمانمائة فاستمر بالمهم وبعدن إلى أن عاد من قريب فسكن مصر، ثم ضعف بالذرب واختل عقله جداً - وثم منه جيرانه فنقلوه إلى المارستان المنصوري، فأقام به نحو شهرين ومات، وصليت عليه ودفنته بالتربة الركنية بيبرس في سلخ المحرم.