وفي أواخر شعبان أطلق السلطان أهل الحبوس حتى أهل الجرائم ظناً أن في ذلك قربة فالله المستعان! وفي ثالث عشر جمادى الآخرة وصل علاء الدين علي بن موسى الرومي، وكان وصوله في البحر إلى دمياط ثم وصل في بحر النيل إلى بولاق، فتلقاه العيني وأنزله بجواره وأطلعه إلى السلطان فسلم عليه في مستهل رجب، وامتحنه كاتب السر بمسألة فبهت فلم يجب عنها، وبادر العيني فأجاب عنه.

وفي الثالث من رجب استقر الشيخ علاء الدين الرومي علي بن موسى في مشيخة الأشرفية وحضر إجلاسه جماعة من الأعيان، وكان أكرمه السلطان إكراماً زائداً، فلما كان في شهر رمضان أرسل إليه جملة من القمح والسكر والذهب، ثم استأذنه في الحج فأعطاه مركوباً ونفقة ووصى عليه من حج صحبته من الأمراء.

وفيه توقف النيل في العشر الثاني من مسرى ونقص إصبعاً وأمطرت السماء، وخرجت العادة أن المطر إذا وقع والنيل في زيادة نقص، فاضطرب الناس لذلك وماجوا، وازداد سعر القمح سبعين درهماً كل إردب، فلطف الله وزاد النقص وكسر الخليج في ثالث عشرى مسرى واطمأن الناس وتراجع السعر.

وفي ثالث عشرى رجب إستأذن ابن الديري في السفر إلى القدس، فيقال: خشى أن يدخل رمضان فيلزم بحضور سماع الحديث فيجلس الهروي فوقه، فاتفق أن البخارى لما قرئ حضر السلطان وعن يمينه الشافعي ثم الحنفي ثم المالكي، وعن يساره الهروي ثم الحنبلي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015