وفيه أمسك رجل من الصوفية بالمؤيدية وجدت عنده آلات الزغل، فأمر السلطان بقطع يده، فشفع فيه فأخرج وضرب ضرباً مبرحاً وسجن ثم أطلق مع المسجونين في أواخر شعبان.

وفي أوائل هذه السنة وقع بمكة وباء عظيم بحيث مات في كل يوم أربعون نفساً، وحصر من مات في ربيع الأول ألفاً وسبعمائة، ويقال إن إمام المقام لم يصل معه في تلك الأيام إلا إثنين وبقية الأئمة بطلوا لعدم من يصلي معهم.

وفي سابع جمادى الأولى أقيمت الجمعة بالمدرسة الأشرفية الجديدة برأس الحريريين، واستقر ناصر الدين الحموي الواعظ خطيبها.

وفي رابع عشر جمادى الأولى قدم القاضي نجم الدين ابن حجى من الشام إلى القاهرة، فاستقر في كتابة السر في العشرين من جمادى الآخرة، وركب معه جميع الأمراء الأماثل ولاقاه القضاة إلى قرب القلعة وصرف الهروي وصادف قول القائل:

صرف الكمال البارزي ويوسف ... وأخو هراة لمثلها يتوقع

وفي شهر ربيع الآخر كان قدوم الشيخ شمس الدين محمد بن محمد بن محمد الجزري المقرئ إلى دمشق طالبا للحج من شيراز، وكان قد قدم المدينة ثم مكة ورجع إلى شيراز، ثم قدم هذه السنة وقد تمت له ثلاثون سنة منذ فر إلى بلاد الروم ثم إلى بلاد العجم، وولى قضاء فارس وغيرها، وانتفع الناس به في القراآت والحديث.

وفي جمادى الأولى وصل قرقماس وعلي بن عنان إلى مكة فدخلاها بغير قتال، ونزح حسن بن عجلان عن مكة، ووصلت عند دخول علي بن عنان إلى جدة مركبان من الهند فتوجه إلى جدة لتعشيرها وفرح بذلك، لأنه يستعين بذلك على حاله.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015