أن كان أرجف بأنه يريد أن يغرمهم جميع ما أنفق فيها، فهدمت وشعر في بناء التي تقابلها، واتفق أن كان ناظر العمارة بهاء الدين ابن البرجي كما تقدم فأنشد تقي الدين بن حجة في ذلك:
على البرج من بابي زويلة أنشئت ... منارة بيت الله والمعهد المنجي
فأخنى بها البرج الجنيت أمالها ... ألا صرحوا يا قوم باللعن للبرجي
وقال شعبان بن محمد بن داود الأثاري في ذلك وكان قدم القاهرة في هذه السنة.
عتبنا على ميل المنار زويلة ... وقلنا تركت الناس بالميل في هرج
فقالت قربني برج نحس أمالني ... فلا بارك الرحمن في ذلك البرجي
وكنت قلت قبل ذلك وأنشدتهما في مجلس المؤيد:
لجامع مولانا المؤيد رونق ... منارته بالحسن تزهو وبالزين
نقول وقد مالت عن القصد أمهلوا ... فليس على جسمي أضرمن العين
فأراد بعض الجلساء العبث بالشيخ بدر الدين العيني فقال له إن فلانا قرض بك. فغضب واستعان بمن نظم له بيتين ينقض هذين البيتين ونسبهما لنفسه، وعرف كل من يذوق الأدب أنهما ليسا له لأنه لم يقع له قريب من ذلك.