وفيه هم السلطان بتغيير المعاملة بالفلوس، وجمع منها شيئاً كثيراً جداً، وأراد أن يضرب فلوساً جدداً، وأن يرد سعر الفضة والذهب إلى ما كان عليه في الأيام الظاهرية، فلم يزل يأمر بترخيص الذهب إلى أن انحط الهرجة من مائتين وثلاثين إلى مائتين وثمانين والأفلوري إلى مائتين وعشرة، وأمر أن يباع الناصري بسعر الهرجة ولا يتعامل به عددا وعدل أفلوريا من الذهب بثلاثين من الفضة، فاستقر ذلك إلى آخر دولته، ثم كان ما سنذكره في سنة خمس وعشرين.

وفي هذا الشهر جردت طائفة من الأمراء إلى الصعيد لقتال العرب المفسدين به، وجردت طائفة أخرى لقتال من بالوجه البحري، فرجع المجردون إلى الوجه البحري وقد غنموا أموالاً وأغناماً وجمالاً، وحصل لفخر الدين الكاشف من ذلك ما لا يدخل تحت الحصر حتى كان جملة ما حمله للسلطان في مدة يسيرة أكثر من مائة ألف دينار.

وفيه اشتد الغلاء بالرملة ونابلس وكثر فساد محمد بن بشارة بمعاملة صفد.

وفيه كان وقعة بين نائب حلب وكزل فانهزم كزل، وجرح وجماعة من أصحابه، استولى حسن بن كبك على ملطية فأساء السيرة بها، وغلب نائب حلب على حميد بن نعير وهزمه، وغنم منه مالا جزيلاً - وجمالاً.

وفيه توجه حديثة بن سيف أمير آل الفضل إلى الرحبة صحبة نائبها عمر ابن شهري وطائفة عسر الشام، ففر عذراء وسبى ولدا على ابن نعير، فرجع العسكر الشامي وأقام حديثة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015