وفي الثامن من شعبان عمل المؤيد الخدمة بدار العدل في الإيوان وكانت قد انقطعت من مدة طويلة وقرر الأمراء فيلبغا الناصري أتابك العساكر وطوغان دويدارا كبيرا وشاهين الأفرم أمير سلاح، وقانباي المحمدي أمير أخور وسودون الأشقر رأس نوبة، خلع على القضاة والمباشرين.
واستقر شمس الدين التباني في قضاء العسكر عوضا عن جمال الدين ابن القطان.
وكان استقر في الوظيفة بعناية الخليفة فعزل.
وفي هذا اليوم صرف نوروز شهاب الدين الأموي عن قضاء المالكية وأعاد عيسى فرحل الأموي إلى القاهرة.
وفي شعبان تجهز طوغان ومعه عسكر إلى البحيرة لدفع عرب لبيد وكانوا قد أفسدوا فقتل منهم جماعة فرحلوا إلى الإسكندرية فحاصروها فتجهز م قرقماش ابن أخي دمرداش.
وفي الثاني من رمضان جمع ود والنصارى، وحضر جماعة من أهل العلم منهم ابن النقاش وشمس الدين التباني وشهاب الدين بن سنقري مع المحتسب ابن العجمي وكتب أسماء أهل الذمة وقررت عليهم الجزية على قدر أحوالهم، على الغني أربعة دنانير والوسط ديناران والفقير دينار واحد، فبلغت الجزية في هذا السنة عشرة آلاف دينار، وكانت في العام الماضي ألفا وخمسمائة فقط.
وفي شوال أرسل المؤيد آقبغا الأسندمري إلى دمرداش بتقريره نائباً بحلب، وفي تاسعه قبض على سودون المحمدي بالقاهرة وأرسل إلى الإسكندرية لأنه كان يميل إلى نوروز، وقبض على كاتب السر فتح الله وعوق بالقلعة وأحيط بداره - وقبض على حواشيه، ثم صرف في ليلة الجمعة وألزم بمائة ألف دينار، وحمل في ليلة الأحد إلى بيت الأستادارا وشرع في بيع حواصله،