سمع معنا كثيراً، وكانت بيننا مودة، وكان أعجوبة زمانه في السعي كثير الدهاء، دخل القاهرة مرارا بسبب السعي لأبيه في كتابه السر فكان غالبا هو الغالب، وحصل لنفسه في غضون ذلك كثير من الوظائف والتداريس والأنظار، وكان يتبرأ من التشيع ويتهم به: قال ابن حجي: كان دينا صينا لا تعرف له صبوة، وقد عين لكتابة السر فلم يتفق ذلك، ومات في صفر بالطاعون وله سبع وثلاثون سنة.

محمد بن علي بن عمر بن علي بن محمد الدمشقي المعروف بابن الأريلي سبط ابن الشريشي، مات في المحرم.

محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن يوسف الدمشقي فتح الدين بن الشيخ شمس الدين ابن الجزري نزيل بلاد الروم ثم دمشق، باشر الأتابكية بدمشق إلى أن مات في صفر مطعوناً، وكان جيد الذهن يستحضر كثيراً من الفقه ويقرئ بالروايات ويخطب جيداً، ترجمه ابن حجي فقال: وكان ذكيا جيد الذهن يستحضر التنبيه ويقرأ بالروايات، أخذ ذلك عن أبيه وعن الشيخ صدقة وغيرهما، ومات في صفر مطعوناَ ولم يكمل الأربعين، وقد رأيته بالقاهرة، هو ولد صاحبنا الشيخ شمس الدين، وعاش بعده دهراً، وكان قد تسحب من أبيه لما توجه إلى بلاد الروم، ثم حضره إلى القاهرة برسالة ابن عثمان بسبب المدرسة الصلاحية وكانت مع والده، فوثب عليها بعده القمني فنازعه فتعصب للقمني جماعة فغلب ابن الجزري، فنازع جلال الدين ابن أبي البقاء في تدريس الأتابكية ونظرها، فلم يزل إلى أن فوضها له برغمه، ثم تصالحا وفوضها له باختياره، وباشرها إلى أن مات.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015