ثم قدم القاهرة وتقدم عند الناصر بالمسخرة فولي الحسبة مراراً، أولها في ثالث جمادى الآخرة سنة خمس وثمانمائة ومنادمة السلطان؛ ومات في شعبان، وولي الحسبة بعده زين الدين محمّد ابن شمس الدين الدميري، وكان يقال إن الهوي هو الذي أشار على السلطان بأن من مات لا يعطى وارثه ولو كان ولده من ميراثه شيئاً بل يؤخذ للديوان السلطاني، وتقدم بذلك ابن الهيصم فاتفق موت الهوي فعوملت تركته بذلك، أخبرني بذلك الصاحب بدر الدين ابن نصر الله.
محمّد بن سعد الدين محمّد بن نجم الدين محمّد البغدادي نزيل القاهرة شمس الدين الزركشي، مهر في القراآت وشارك في الفنون وتعانى النظم، وله قصيدة في العروض استحسنها القاضي مجد الدين الحنفي ويقال إنه شرحها، ونظم العواطل الخوالي ست عشرة قصيدة على ستة عشر بحراً ليس فيها نقطة، وقد راسلني ومدحني وسمعت منه كثيراً من نظمه، ولازمني طويلاً ورافقني في السماع أحياناً، وجرت له، في آخر عمره محنة؛ ومات في ذي الحجة.
محمّد بن محمّد الشوبكي شمس الدين قدم دمشق وتفقه بها وتولى وظائف وخطابة مات في المحرم.
محمّد بن محمود بن بون الشيخ الخوارزمي الحنفي المعروف بالمعيد نزيل مكة، أعاد بدرس يلبغا بمكة فعرف بالمعيد، وأم بمقام الحنفية زيادة على ثلاثين سنة