أعدائه ومنهم سليمان بن داود بن غراب (?) كبير بني عسكر وسجن فبعث ابن الأحمر وزيره أبا عبد الله بن زمرك فأخرج لسان الدين وعرض عليه في مجلس السلطان كلمات رفعت له في كتابه فوبخ ونكل وامتحن بالعذاب بمشهد الملأ من الناس ثم أعيد إلى الحبس واشتوروا في قتله بمقتضى المقالات المسجلة عليه وأفتى فيه بعض الفقهاء بالقتل، فدس سليمان بن داود بعض الأوغاد من حاشيته عليه وطرقوا الحبس معهم عدة من الغوغاء في لفيف من الخدم، وقتلوه خنقا في محبسه وأخرجوا رمته من الغد، فدفنت بالمقبرة فأصبح من غد دفنه طريحا على شفير قبره وقد ألقيت عليها الأحطاب وأضرم فيها النار فاحترق شعره واسودت بشرته ثم أخذ وأعيد إلى حفرته وكان قتله في سنة ست وسبعين وسبعمائة.
ومن شعره وهو بالسجن قصيدة أولها:
بعدنا وإن جاورتنا البيوت … وجئنا بوعظ ونحن نموت
ومنها:
وكنا عظاما فصرنا عظاما … وكنا نقوت فها نحن قوت
وكنا شموس سماء العلا … غربن فناحت عليها السّموت
ومن كان منتظر الزوال … فكيف يؤمّل منها الثبوت
وقل للعداة مضى ابن الخطيب وفا … ت، فمن ذا الذي لا يفوت
ومن كان يفرح منهم له … فقل: يفرح اليوم من لا يموت
وكان لسان الدين هذا إماما بليغا بارعا مترسلا عالما ناظما ناثرا ولديه فضيلة تامة ومشاركة في كثير من العلوم وله تصانيف كثيرة منها