ومنهم
كان من محاسنه أنه خرج يوما من دار الخلافة قاصدا داره فرأى على باب داره رجلا فلما قرب منه نهض وسلم عليه وقال: يا يحيى إنا نحتاج إلى ما في يدك وقد جعلت الله وسيلتي إليك. فأمر أن يفرد له مكان بجانب داره وأن يحمل إليه في كل يوم ألف درهم وأن يكون طعامه من خاص طعامه، فبقي الرجل كذلك شهرا، فلما انقضى الشهر أخذ الرجل ثلاثين ألف درهم وانصرف فقيل ليحيى ذلك فقال: والله لو أقام مدة عمره لما منعته صلتي ولا قطعت عنه ضيافتي.
وقيل إن ولده قال له (?) وهو في السجن: يا أبه بعد الأمر والنهي والأموال صرنا إلى هذا! فقال: يا بني دعوة مظلوم غفلنا عنها.
مات يحيى سنة تسعين ومائة في حبس الرقّة بعد قتل ولده جعفر، وله سبعون سنة.
...