حيل بين الأمهات وقبور الشهداء من فلذات الأكباد .. وشُهِّر في وجوه المؤمنات الزائرات سلاح من فرُّوا من ميادين الجهاد .. وهذه قصة من عشرات القصص .. لأخ شهيد قضي شهراً من حياته بين جدران السجون ثابتاً عملاقاً .. ثم أعيد اعتقاله .. فعذِّب حتي نال الشهادة .. وهذه أبيات تروي قصته.
ذهبت يراود قلبها … أمل يحقق حلمها
ومضت تفكِّر كيف تلقي … غائبا عن عشِّها
حملته في أحشائها … ربَّته في أحضانها
ودعت إله الكون … أن يرعاه من أعماقها
وتفتحت آفاقه … وتحققت آمالها
فإذا الوليد مجاهداً … يرعي العهود جميعها
باع الحياة رخيصة … لله يرجوا أجرها
حتي طوته سجونهم … دهرا وفي ظلماتها
كم ساوموه لكي يحيد … عن العهود بأسرها
ولكي يخون كتائبا … باعوا النفوس لربّها
ولكي يشوِّه ما أضاء … الكون من صفحاتها
وأبي الكريم مباهج … الدنيا وطلَّق أمرها
ورأي السجون معاقل … الأحرار رغم قيودها
وأصرَّ أن يعلي نداء … الحق في جنباتها
ذهبت لكي تلقاه … يوم خروجه بحنانها
وتضمُّه في لهفة … وسط الجموع لصدرها
ويضمُّها العملاق في … حبِّ يُقَبَِلُ رأسها
ويقول يا أماه عاد … إلي الجهاد رجالها
أنا لن ألين ولن أخون … ولن أغادر ركبها
أنا لن أهادن من بغوا … يوماً علي أبرارها
سأظلُّ ناراً يحرق … الأشرار حرُّ لهيبها
سأظلُّ حرباً تسحقُ … الفجَّار في أرجائها
قالت رعاك الله … يا ولدي الحبيب فكن لها
إن تنصروا الرحمن … ينصركم علي فجَّارها
ومضت به نحو الدِّيار … وكبَّرت بربوعها
اتخذت كتاب الله … نبراساً ينير طريقها
لم تمض أيامٌ علي … هذا الهدوء بدارها
حتي أتي جند الطغاة … وكرروا مأساتها