والختان من أمور الفطرة، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه: الفطرة خمس: الختان، والاستحداد، وقص الشارب، وتقليم الأظافر، ونتف الأبط (?).

والختان صبغة الحنيفية، فهو للحنفاء بمنزلة الصبغ والتعميد عند عباد الصليب، فهم يطهرون أولادهم بزعمهم حين يصبغونهم في ماء المعمودية، ويقولون الآن صار نصرانياً، فشرع الله سبحانه للحنفاء صبغة الحنيفية، وجعل ميسمها الختان (?)، فقال عز من قال: ((صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَابِدُونَ)) (البقرة، الآية: 138)) والمقصود أن صبغة الله هي الحنفية التي صبغت القلوب بمعرفته ومحبته والإخلاص له وعبادته وحده لا شريك له، وصبغة الأبدان بخصال الفطرة من الختان والاستحداد وقص الشارب وتقليم الأظافر ونتف الإبط والمضمضة والاستنشاق والسواك والاستنجاء فظهرت فطرة الله على قلوب الحنفاء وأبدانهم (?)، ومن اللطائف الفقهية في أمر الختان ما ذكره الخطابي: أما الختان فإنه وإن كان مذكوراً في جملة السنن فإنه عند كثير من العلماء على الوجوب، وذلك أنه شعار الدين، وبه يعرف المسلم من الكافر إذا وجد المختون بين جماعة قتلى غير مختونين صلى عليه ودفن في مقابر المسلمين (?).

ثامناً: مرضعة الحسن بن علي أم الفضل رضي الله عنهما:

عن أم الفضل قالت: قلت يا رسول الله رأيت في المنام كأن عضواً من أعضائك في بيتي أو قالت في حجرتي فقال: تلد فاطمة غلاماً إن شاء الله فتكفلينه قالت: فجئت به يوماً إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فبال على ظهره فدحيت (?) في ظهره، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: مهلاً يرحمك الله أوجعت ابني. فقلت: إدفع إليّ إزارك فأغسله فقال: لا، صُبِّي عليه الماء فإنَّه يُصَبُّ على بوْل الغلام ويغسل بول الجارية (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015