به صلى الله عليه وسلم عن الحسن يوم سابعه بكبشين أمْلَحَين، وأعطى القابلة الفخذ، وحلق رأسه وتصدَّق بزنة الشعر، ثم طلى رأسه بيده المباركة بالخَلُوق (?) ثم قال: يا أسماء، الدم مِنْ فعل الجاهلية. فلمّا كان بعد حول ولد الحسين (?).
إن للعقيقة فوائد جمة منها، أنها قربان عن المولود يقدم إلى الله مع خروج الغلام إلى الدنيا وبذلك تقدم الشكر على ما أنعم الله عليك وغير ذلك من الفوائد وقد قال الشيخ الدهلوي ـ رحمه الله ـ: يستحب لمن وجد الشاتين أن ينسك بهما عن الغلام وذلك لما عندهم أن الذكران أنفع لهم من الإناث فتناسب زيادة الشكر وزيادة التنويه أما سبب الأمر بالعقيقة فهو أن العرب كانوا يعقون عن أولادهم، وكانت العقيقة أمراً لازماً عندهم وسنة مؤكدة وكان فيها مصالح كثيرة راجعة إليه المصلحة الملية والمدنية والنفسية فأبقاها الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ وعمل بها ورغب الناس فيها إلا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ غيّر في تقاليدها، فعن بريدة رضي الله عنه قال: كنا في الجاهلية إذا ولد لنا غلام ذبحنا عنه شاة ولطخنا رأسه بدمها، فلما كان الإسلام كنا إذا ولد لنا غلام ذبحنا عنه شاة وحلقنا رأسه، ولطخنا رأسه بزعفران (?) وهذا من الفقه النبوي فإنه لما رأى عادة فيها منفعة للناس مشوبة ببعض الانحراف ـ تلطيخ رأس المولود بالدم ـ فلم يبحها مطلقاً بدعوى حاجة الناس إليها وفي نفس الوقت لم يمنعها مطلقاً بسبب ما فيها من انحراف وإنما حافظ على ما يحقق الناس في هذه العادة وأكده ونهى عن العادة الجاهلية وحرمها وهذه حكمة نبوية جديرة بالاهتمام والتأمل.
عن جابر رضي الله عنه: أنّ النبي صلى الله عليه وسلم عّقَّ عن الحسن والحسين، وختنهما لسبعة أيام (?)، وعن محمد بن المنكدر أن النبي صلى الله عليه وسلم ختن الحسين لسبعة أيام (?)،