انحرافه الفكري والعقائدي والاجتماعي مما يفسد آراءه إفساداً، بالإضافة إلى أن كتاب الأغاني ليس مرجعاً علمياً، ولكنه من كتب التسلية والسمر التي كتبت لتزجية فراغ بعض المترفين، ومن هنا فإنه لا يصلح أساساً كمصدر للعلم أو مرجعاً للبحث في الأدب والتاريخ (?). ولقد كان لهذا الكتاب أثر كبير في تشويه تاريخنا ولذلك وجب التحذير منه.

2 ـ نهج البلاغة:

من الكتب التي ساهمت في تشويه تاريخ الصحابة بالباطل كتاب نهج البلاغة، فهذا الكتاب مطعون في سنده ومتنه، فقد جمع بعد أمير المؤمنين بثلاثة قرون ونصف بلا سند، وقد نسبت الشيعة الرافضة تأليف نهج البلاغة إلى الشريف الرضي وهو غير مقبول عند المحدثين لو أسند خصوصاً فيما يوافق بدعته فكيف إذا لم يسند كما فعل في النهج؟ وأما المتهم ـ عند المحدثين ـ بوضع النهج فهو أخوه علي (?)، فقد تحدث العلماء فيه فقالوا:

- قال ابن خلكان في ترجمة الشريف المرتضى: وقد اختلف الناس في كتاب نهج البلاغة المجموع من كلام الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه هل جمعه؟ أم جمع أخيه الرضي؟ وقد قيل: إنه ليس من كلام علي، وإنما الذي جمعه ونسبه إليه هو الذي وضعه (?) والله أعلم.

- وقال الذهبي في ترجمة المُرتضى أبي طالب علي بن حسين بن موسى الموسوي المتوفى سنة 436هـ: هو جامع كتاب نهج البلاغة المنسوبة ألفاظه إلى الإمام علي رضي الله عنه، ولا أسانيد لذلك، وبعضها باطل وفيه حق، لكن فيه موضوعات حاشا الإمام من النطق بها، ولكن، أين المنصف؟ وقيل: بل جَمْعُ أخيه الشريف الرَّضي (?) وقال أيضاً: وفي تواليفه سبُّ أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فنعوذ بالله من علم لا ينفع (?)، وقال أيضاً في ترجمته: وهو المتهم بوضع كتاب نهج البلاغة، وله مشاركة قويّة في العلوم، ومن طالع كتابه نهج البلاغة،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015