بالصلاة والحج ويوم القيامة، مع دفاع عن البرامكة وإشادة بالفرس، وطعون مختلفة بأعلام العرب والمسلمين، وناقشت كل تلك الأخبار، وعلَّقت عليها بما يناسب أيضاً (?).

إلى أن قال في الخاتمة: بعد هذه الجولة الواسعة في كتاب الأغاني لأبي فرج الأصفهاني، والوقوف عند أخباره ومناقشتها والتعليق عليها، أرجو أن يكون القرئ الكريم قد تبيَّن مقاصد هذا الشعوبي الحاقد اللئيم، وقد غضضت وصرفت القلم عن أخبار فظيعة وحكايات شنيعة لا يكتبها أشدُّ الناس عداوة وبغضاً للعرب والمسلمين، فقد اتّهم كثيراً من أعلامهم باللواطة، وكريم نسائهم بالسحاق، وألصق بهم السخائم من ذميم الخصال وقبيح الفعال، متستراً بظلال الأدب والسمر والمذاكرة والمؤانسة، كأن ذلك لا يحصل إلا بشتم سلف هذه الأمة المجيدة في تاريخها وخُلُقها (?).

- وقال أنور الجندي: ركز التغريب والغزو الثقافي على كتابي الأغاني وألف ليلة تركيزاً شديداً بهدف رفعهما إلى مرتبة المراجع الأساسية التي يعتمد عليها في تصوير المجتمع الإسلامي، مع تجاهل عيوب الكتابيين التي تحول دون اعتمادها في المصادر الموثوق بها أما الأول، فكاتبه شعوبي عدو للإسلام وأما الثاني، فهو كتاب لقيط ليس مؤلف، أما كتاب الأغاني، فهو موسوعة في بضع وعشرين مجلداً، وضعها أبو فرج الأصفهاني ليسامر بها الأمراء والفارغين من المترفين في أسمار الليل، ولم يقصد بها إلى العلم أو التاريخ، وكان الأصفهاني في نفسه إنساناً رافضاً لمجتمع المسلمين والعرب، وله ولاء بالمولد والفكر جميعاً إلى خصوم المسلمين والباطنية والرافضة وغيرهم، ولم يكن عمله هذا إلا نوعاً من الحرب العنيفة التي شنتها الشعوبية على الإسلام والمسلمين، رغبة في هدم فكرهم كوسيلة إلى هدم مجتمعهم وقد حرص التغريب وأصحابه نظرية النقد الأدبي الغربي الوافدة على إلقاء الأضواء الساطعة على هذا الكتاب وإحيائه، واعتباره مرجعاً في الدراسات الأدبية ومصدراً لتصوير المجتمع الإسلامي، وكان الدكتور طه حسين جزاه الله بما هو أهله من أبرز من دعوا إلى ذلك وألحوا عليه، فقد عمد إلى

طور بواسطة نورين ميديا © 2015