فيستهل صارخاً من مس الشيطان (?) إلا مريم وابنها (?)، وثبت قوله صلى الله عليه وسلم: إذا نودي للصلاة أدبر الشيطان وله ضراط حتى لا يسمع التأذين (?). وأضاف ابن القيم ـ رحمه الله ـ أسراراً أخرى للتأذين فقال:

5 ـ أن يكون أول ما يقرع سمع الإنسان كلماته المتضمنة لكبرياء الرب وعظمته والشهادة التي أول ما يدخل بها في الإسلام، فكان ذلك كالتلقين له شعار الإسلام عند دخوله الدنيا، كما يلقن التوحيد عند خروجه منها.

6 ـ وغير مستنكر وصول أثر التأذين إلى قلبه وتأثيره به، وإن لم يشعر مع ما في ذلك فائدة أخرى وهي:

7 ـ هروب الشيطان من كلمات الأذان، وهو كان يرصده حتى يولد، فيقارنه للمحنة التي قدرها الله وشاءها، فيسمع شيطانه ما يضعفه ويغيظه أول أوقات تعلقه به.

8 ـ وفيه معنى آخر وهو أن تكون دعوته إلى الله وإلى دينه الإسلام وإلى عبادته، سابقة على دعوة الشيطان كما كانت فطرة الله التي فطر عليها على تغيير الشيطان لها ونقله عنها ولغير ذلك من الحكم (?)، وهكذا نتعلم من هدى النبي صلى الله عليه وسلم، استحباب الأذان في أذن المولود اليمنى ثم تقام الصلاة في الأذن اليسرى، وبذلك يكون أول ما يلامس أذنيه الدعوة إلى الركن الركين في هذا الدين بعد توحيد رب العالمين (?).

رابعاً: تحنيك المولود:

وعن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يؤتي بالصبيان، فيبرك عليهم ويحنكهم (?)، فمن باب أولى أن يكون صلى الله عليه وسلم برك على الحسن وحنكه، يقول

طور بواسطة نورين ميديا © 2015