أمير المؤمنين علي باعتراف أصح كتاب في نظر الشيعة (?)، كما أن الحسن رضي الله عنه كان معاصراً للأحداث وسمع ورأى موقف والده من أهل الشام، وهذه النظرة السليمة لأصحاب معاوية ساعدت الحسن بن علي في هندسته لمشروع الإصلاح الذي تقدم به لوحدة الأمة والذي تحقق بفضل الله ثم فقهه العميق لمقاصد الإسلام ومعرفته الدقيقة لعلم المصالح والمفاسد.

3 ـ مقتل عمّار بن ياسر رضي الله عنه بصفين وأثره على المسلمين:

يعد حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمّار رضي الله عنه:

تقتلك الفئة الباغية (?) من الأحاديث الصحيحة الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم وقد كان لمقتل عمّار رضي الله عنه أثر في معركة صفين، فقد كان علماً لأصحاب رسول الله يتبعونه حيث سار وكان خزيمة بن ثابت حضر صفين وكان كافاً سلاحه، فلما رأى مقتل عمار سل سيفه وقاتل أهل الشام وذلك لأنه سمع حديث رسول الله عن عمار: تقتله الفئة الباغية (?) واستمر في القتال حتى قتل (?) وكان لمقتل عمّار أثر في قادة معسكر معاوية مثل عمرو بن العاص وابنه عبد الله بن عمرو، وأبو الأعور السلمي، عند شرعة الماء يسقون وكانت هي شريعة الماء الوحيدة التي يستقي منها الفريقان، وكان حديثهم عن مقتل عمّار بن ياسر، إذ قال عبد الله بن عمرو لوالده: لقد قتلنا هذا الرجل وقد قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم تقتله الفئة الباغية. فقال عمرو لمعاوية لقد قتلنا الرجل وقد قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قال فقال معاوية أسكت فوالله ما تزال تدحض (?) في بولك أنحن قتلناه؟ إنما قتله من جاء به (?)، فانتشر تأويل معاوية بين أهل الشام انتشار النار في الهشيم، وجاء في رواية صحيحة أن عمرو بن حزم دخل على عمرو بن العاص فقال: قتل عمّار وقد قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم: تقتله الفئة الباغية.

فقام عمرو بن العاص فزعاً يرجّع حتى دخل معاوية فقال له معاوية

طور بواسطة نورين ميديا © 2015