التاريخي، رؤية شاملة لنهضة أمتنا بما يتلاءم مع حاضرنا كي تقوم بدورها الحضاري المنشود في هداية الناس، ويتأكد للقرون الباقية من عمر الدنيا أن رسالة الإسلام الخالدة التي بعث بها نبينا محمد صلى الله عليه وسلم لم تفن ولن تفنى وإن القرآن الكريم هو كلمة الحق الباقية إلى يوم الدين، وعلينا أن ننظر بعيوننا في أمورنا قبل أن نحتاج إليها لكي نبكي بها طويلاً.

هذا وقد حرصت بقدر الاستطاعة على تناول شخصية أمير المؤمنين الحسن من جوانبها المتنوعة، فحياته، صفحة مشرقة في تاريخ الأمة وهو من الأئمة الذين يتأسى الناس بهديهم وبأقوالهم وأفعالهم في هذه الحياة، فسيرته من أقوى مصادر الإيمان والعاطفة الإسلامية الصحيحة والفهم السليم لهذا الدين فنتعلم من سيرته، فقه الخلاف، والمصالح والمفاسد ومقاصد الشريعة، والاستعلاء على حظوظ النفوس، وكيف نعيش مع القرآن الكريم، ونهتدي بهديه ونقتدي برسول الله صلى الله عليه وسلم، ويعمق في قلوبنا فقه القدوم على الله من خلال أقواله وأفعاله وأثر هذه العلوم في حياة الأمة، ونهوضها وقيامها بدورها الحضاري المنشود، فلذلك اجتهدت في دراسة شخصيته وعصره حسب وسعي وطاقتي، غير مدع عصمة، ولا متبرئ من زلة، ووجه الله الكريم لا غيره قصدت، وثوابه أردت، وهو المسؤول في المعونة عليه، والانتفاع به إنه طيب الأسماء وسميع الدعاء.

هذا وقد انتهيت من سلسلة تاريخ عصر الخلفاء الراشدين في 21/صفر/1425 الموافق 11/ 4/2004م الساعة العاشرة إلا ربع ليلاً والفضل لله من قبل ومن بعد وأسأله البركة والقبول، وأن يكرمنا برفقة النَّبيين والصِّديقين والشهداء والصالحين، قال تعالى: ((مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)) (فاطر، الآية: 2).

وبهذا الكتاب أضع سلسلة عصر الخلفاء الراشدين بين يدي قارئها، ولا أدَّعي الكمال فيها، قال النَّاظم:

وما بها من خطأ ومن خلل

أذنت في إصلاحه لمن فعل

لكن بشرط العلم والإنصاف

فذا وذا من أجمل الأوصاف

طور بواسطة نورين ميديا © 2015